سلاااااااام
قصه ادم عليه السلام
خلق الله الجن قبل أدم ، و أفسدوا فى الأرض كثيرا" ، فأرسل الله لهم جندا"من الملائكة فقاتلوهم و طردوهم الى جزر البحار و المحيطات ، و هذا هو مكانهم حتى الان ،
ثم خلق الله أدم فكان طوله ستون ذراعا" و عرضه سبعة أذرع ، و لما خلق الله أدم تركه لم ينفخ فيه الروح ، و كان ابليس يطوف عليه و كان يدخل من فمه و يخرج من أسفله ،
و تكبر ابليس عن السجود و قال لله : خلقتنى من نار و خلقته من طين ، و قال لله : أنظرنى الى يوم يبعثون لأغوينهم و أضلنهم عن سبيلك ، و لقد خلق الله أدم و علمه أسماء كل شىء ( و علم أدم الأسماء كلها ) و كان أعلم من الملائكة ، و بعد أن نفخ الله فيه الروح علمه السلام و الأسماء ثم عرضها على الملائكة و سألهم ، فلم يعرفوا فقالت الملائكة : ( سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم ) فسأل أدم فأجاب و كذلك علمه الله الصناعات ، و عاش أدم وحيدا"فى الجنة ، فخلق الله له حواء لتؤنسه ، و كان نائما"فأخذ الله ضلعا"من اليسار و شكل منه حواء ، و لما استيقظ رأى بجواره امرأة ، فقال : من أنت ؟ قالت : امرأة ، و قال : لم خلقت ؟ قالت : لتأنس الى ، و سألته الملائكة، ما اسمها ؟ قال : حواء ، قالوا : و لم ؟ قال : لأنها خلقت من شىء حى .
و حواء أجمل نساء الأرض جميعا" من بداية الخلق حتى نهايته .
بدأت وسوسة الشيطان لحواء فى الجنة ، و كان الله قد حذر أدم ألا يأكل من شجرة
( و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) و أوهمهما الشيطان أن هذه الشجرة شجرة الخلد فأكلا من الشجرة ، فسقط لباسهما فأخذا يقطعان ورق الشجر ليواريا به عوراتهما (خلق الانسان على فطرة الحياء) و جرى أدم ، فناداه الله : أتفر منى ؟ قال : لا بل استحياء .
كانت حواء أول من أكل من الشجرة ، فقال الله لهما و لابليس : ( اهبطوا منها جميعا" بعضكم لبعض عدو و لكم فى الأرض مستقر و متاع الى حين ) .هبط أدم و تلقى من ربه كلمات فتاب عليه ( ربنا ظلمنا أنفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ).
و يقولون ان أدم نزل فى الهند ، و نزلت حواء فى جدة ، و التقيا و تعارفا فى عرفات و لذا سميت ( عرفات ) وولدت حواء عشرين بطنا" ، فى كل بطن ولد و بنت ، و كان أولهم قابيل و أخته ، و أخرهم عبد المغيث و أخته ، و كان أبوهم أدم يعلمهم الدين ، و أدم هو أول الأنبياء.
كانت أول معصية فى الأرض و أول جريمة قتل فى التاريخ ، هى قتل قابيل لأخيه هابيل ، كان قابيل حادا" خشنا" يعمل بالزراعة ، و كان هابيل لينا" يعمل بالرعى ، وكان الذكر يتزوج أيما يشاء ما عدا توأمه ، وأراد هابيل أن يتزوج من أخت قابيل و كانت أخت قابيل أحسن فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه ، و أمره أدم عليه السلام أن يزوجه اياها فأبى ، فأمرهما أن يقربا قربانا"، و ذهب أدم ليحج الى مكة ، و استحفظ السموات على بنيه فأبين ، و الأرضين و الجبال فأبين ، فتقبل قابيل بحفظ ذلك ،و تقدم كل من قابيل و هابيل بقربانه ، فقرب هابيل جذعة سمينة ، و قرب قابيل حزمة من زرع من ردىء زرعه ،
فنزلت نار فأكلت قربا هابيل و تركت قربان قابيل فتقبل الله من هابيل و لم يتقبل من قابيل ، فزاد حنق قابيل على هابيل ، وقال لأقتلنك حتى لا تنكح أختى ، فقال هابيل : انما يتقبل الله من المتقين . و قوله لما توعده بالقتل : (لئن بسطت يدك الى لتقتلنى ما أنا بباسط يدى اليك لأقتلك انى أخاف الله رب العالمين ) و قوله ( انى أريد أن تبوء باثمى و اثمك فتكون من أصحاب النار و ذلك جزاء الظالمين ) ، و قتله قابيل و هو نائم بحجر على رأسه و ندم ندما" شديدا" و لم يدر ماذا يفعل ، فأرسل الله غرابين يقتتلان قتل أحدهما الاخر ، فأخذ الغراب يحفر فى الأرض ثم قذف الغراب الميت ثم ردم عليه التراب ، ففعل قابيل مثل ما فعل الغراب ، و هرب قابيل مع زوجته الى السهول ، و انقطع عن أدم ، و انتشرت الفواحش بين قوم قابيل و زادت المعاصى ، و انقسم الناس ، أهل الشر مع قابيل ، و أهل الخير مع أدم عليه السلام و أبنائه الأخرين .
و قد أعطى أدم أربعين سنة من عمره لداود ، و لهذا عاش تسعمائة و ستين عاما" بدلا" من ألف ، و عندما حان أجله قال : أولم يبق أربعون سنة ؟ قال ملك الموت : أو لم تعطها لابنك داود ؟ فجحد أدم و جحدت ذريته ، ونسى فنسيت ذريته ، و لهذا سمى بالانسان (من النسيان) و قال أدم لبنيه عندما حضره الموت : أشتهى من ثمار الجنة ، فذهبوا يطلبون من الملائكة ، فقالت لهم الملائكة : ارجعوا فقد قضى الأمر ، فلما رأت حواء ملك الموت ، ذهبت تخبر أدم ، فقال لها أدم : ابتعدى عنى ، ثم مات ، فكفنته الملائكة و صلوا عليه ، و ماتت حواء بعده بعام واحد